الاثنين، 2 فبراير 2015

القليل من النوستالجيا لن يضر..

متى يبدأ المرء فى العودة للوراء وتذكر بعضًا من الماضى ؟؟ .. ربما بعد الإنتهاء من رواية جيدة؟؟ مثل The Book Thief مثلًا..فيلم جيد؟؟..ربما كـ The Curious case of Benjamen Button؟؟ .. أو حتى بعد سماعه أغنية جيدة ؟؟ .. مقطوعة جيدة؟؟..مثل The Entertainer لـسكوت جوبلين..
ربما حينها يبدأ المرء فى فتح بعض الصناديق التى عبأها بدقائق حياته ونساها فى ركن من ذاكرته..
سوو.. لا أرى ضررًا فى أن أمارس هوايتى فى التذكر .. وخاصةً أننى قد فعلت كل تلك الأمور التى تدفع المرء دفعًا إلى النوستالجيا ..وتحيل رأسه عشًا لذباب الذكريات ..تشبيه شاعرى ..أليس كذلك؟
وأؤكد لك -عزيزى- أنه لو تمت استضافتى فى برنامج سخيف ما ..وسألتنى المذيعة الملطخة بالأصباغ بينما تلوك قطعة من اللادن فى وحشية : "ايه أكتشر حاجة بتشكرهيها ؟؟"
سأهز كتفىّ وأخبرها : "طنين الدبان جنب ودنى.. وآممم ،بعد ما اتعرفت على حضرتك أعتقد إنى هاعيد ترتيب قائمة الحاجات اللى باكرهها!"
لن تفهم أننى أزدريها على أية حال ..ستنتقل إلى السؤال التالى ، وغالبًا سيكون : " لعبتى جاتا 71 ؟؟ " 
المهم ، ولأننى أمقت طنين الذباب بالقرب من أذنى.. وأغطى أذنىّ بطرحة حالما أكتشف وجود ذبابة فى الجوار.. 
فإننى .. آمم ..لا أطيق ذلك الطنين فى عقلى .. ذباب الذكريات هو الأكثر إلحاحًا بين كل الذباب..
لذا .. دعنى أتحدث عن ذلك الصيف .. منذ عام ونصف العام..
أرانى فى شوارع مدينتى القديمة..الرماية..أرتدى بنطالى الجينز الداكن المفضل.. وذلك التيشيرت قصير الأكمام ذو اللون الكحلى الأرجوانى .. خليط من ألوانى المفضلة،وقد انتهيت للتو من مهمة إنزال دراجتى على درج البناية ، من شقتنا بالدور الثالث ..الشقة 22..
أمشى بجوار الدراجة على الرصيف المتباين فى درجات الـ"بايج" ..ألقى نظرة على ورشة الميكانيكا التى افتتحها -حديثًا- شاب طموح ما ..
أحمل الدراجة إلى أسفلت الطريق بعيدًا عن الرصيف ..ثم أعتليها وأدير البدالات ..أقود إلى تلك المحطة أمام منزلنا ..بجوارى تهدر أتوبيسات النقل العام متجهة للموقف بعد يوم طويل.. أرى شمس الغروب فى الأفق وأحييها بنظرة ، فلا تردنى خائبة الأمل بعينين محترقتين ..بل تتركنى أنظر إليها ما شئت .. 
أسير بعيدًا ..بين الحدائق المهجورة والأشجار الطويلة التى أحبها بشكل خاص .. لا أحد يسقيها الماء..لكنها لا زالت تجد سببًا منطقيًا للعيش..
أقترب من حدود المدينة ..ذلك المنزل الحاد .. أفكر فى الضغط على الفرامل لتقليل السرعة ..وخاصةً أنها منطقة عربات نقل .. لكنى أعدل عن ذلك .. وفى أذنىّ يتردد لحن أغنية "Free Bird" .. أغنية فرقة "لينارد سكينارد" الأشهر..صوت الأورجان فى بداية الأغنية ..الإنترو الشبيه بعواء طويل متصل.. أو صوت قطة تنتحب.. الجيتاريست العبقرى يثبت مهارته فى تشكيل صوت الجيتار كما يريد..
هدير عربات النقل لا يغلب على صوت الجيتار الكهربى المميز فى الأغنية ..
"دا دا دام دام دااااام .. دا دا دام دام دا دا دااام"
أرى بعض الشباب الرقيع يقف فى الأرض القفر المحيطة بحدود المدينة ..يشير إلىّ وأسمع بعضهم يقول : "ما تجيبى لفة ..أهاهاهاع " ..لكن صوت الجيتار أعلى .. سرعان ما أتخطاهم وأرسم فى الهواء بأصبعى الوسطى علامة "فاك يو" .. بينما يردد رونى : "I'm a freeeeeee Bird".. الهواء يلفح وجهى ..أشعر به بين خصلات شعرى .. بينما يردد رونى : And this bird you cannot change"..
وأفكر : "أوافقك الرأى رونى"
ثم أواصل طريقى خارج المدينة ..




   

هناك تعليق واحد:

  1. مع إختلافى فى حاجات كتير
    بس اللغة عجبانى والصياغة عجبانى
    وإسلوب الحياة عاجبنى
    تحياتى المعطرة

    ردحذف

قُل..