الخميس، 13 أغسطس 2015

الحطام..

لا أدرى حقًا، أأكون قد دخلت فى نطاق المبالغة إن قلت أن الأمر غريب يستوجب التحقق منه، أم أن على الشعور بالهلع فعلًا والبدء فى الصراخ الهيستيرى وتكسير أثاث الغرفة؟
لا أدرى متى بدأ الأمر .. لكن فلنقل منذ فترة وجيزة..
بدأ الأمر بأعراض بسيطة .. أقوم بأشياء وأنسى أننى قمت بها من الأساس.. أغلق الشبابيك وأخرج من الغرفة ..ثم أعود لها بعد خمس دقائق لأغلقها ظنًا أننى نسيت فعل ذلك ..لأجدها مغلقة بالفعل ..تقسم لى شقيقتى أننى من أغلقتها بيدىّ هاتين أمام عينيها هاتين،فلا أصدق حرفًا..وأقسم بدورى أننى لم أمس هذه الشبابيك..
وأحيانًا يحدث العكس.. "لا أفعل" أشياء..وأنسى أننى لم أفعلها..
أترك صنبور المياه مفتوحًا..لتجده أمى على هذا الحال..فأضرب لها الأيمان بأننى أغلقته بعدما اغتسلت..لكن ها هو ذا ..مفتوح أمامى عن آخره..وصوت المياه الجارية يملأ أذنى.. أنا لا أهلوس..لكن يبدو أننى لم أغلقه بالفعل..لقد ظل مفتوحًا طوال الوقت..
أضىء كل أنوار الشقة..ثم حين يتساءل الجميع :"من الأحمق الذى فعل هذا؟"..يتضح فى النهاية أن هذا الأحمق هو ..أنا !
 تطلب منى أمى أن أبتاع بعض الحاجيات..فأذهب وأجدنى أمام المتجر..وفى اللحظة التالية أجدنى أمام المنزل ،لأكتشف أننى لم أبتع أى شىء..وأننى خالية الوفاض لا أحمل أية حقائب مشتريات..أذكر وقوفى أمام المتجر ..ثم أذكر عودتى من هناك..والطرق التى سلكتها..لكن ما بين هذه الأحداث يبدو مشوشًا غير مكتمل فى ذهنى .. ثمة قطاع زمنى كامل مفقود من اللحظة التى وقفت فيها أمام المتجر وحتى وجدتنى أمام عمارتنا..
اليوم تطور الأمر بعض الشىء..صرت أقوم بأشياء أثناء نومى..أظنها حلمًا..مجرد حلم آخر من تلك الأحلام الغريبة التى صارت تزورنى مؤخرًا،وسأستيقظ منها عاجلًا أم آجلًا..لكننى أستيقظ لأجدنى قمت بما قمت به فى الحلم بالفعل..قمت به على أرض الواقع..!
أنا مكتملة العقل..أو هذا ما أظنه..أعانى من المشاكل النفسية التى يعانى منها الجميع..ربما مشاكلى النفسية أكثر عمقًا من البعض..لكنها تظل أمرًا معتادًا..الجميع يعانى من بعض المشاكل ،أليس كذلك؟؟..
لكن هذا.. هذا ليس نتاج مشاكل نفسية..هذا أمر جديد..أعنى..أعرف أن كلنا -بنى الانسان- ننسى أمورًا..وأحيانًا نغالى فى النسيان فننسى أننا نسينا تلك الأمور..لكن هذا يحدث بحساب وليس طوال الوقت..
 لا أدرى ماذا يحدث هناك فى عقلى بحق الجحيم..لكنه أمر غير محمود..وهذا ما أعرفه..
هل سيتطور الأمر ؟..ربما-فيما بعد- لا أقدر على التفرقة بين الحقيقى والخيالى..وهذا شىء لا أتمناه لأشدّ أعدائى ضراوةً..إنه الجحيم بعينه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قُل..